اطلب الخدمة
لا ينظر العارف بالترجمة (كالمؤسسات المتخصصة أو التجارية، والقنوات الفضائية –خصوصًا الإخبارية- والجامعات، وغيرها) إلى المترجم على أنه خرّيجٌ من قسم الآداب أو معهد اللغات بمعدلٍ تراكميٍّ ممتازٍ أو جيّدٍ جدًّا –مع أنّ هذه هي إحدى المتطلبات الأساسية التي يكتبوها في عرض الوظائف-. صحيحٌ أنه الأصل أن يكون المترجم يحمل هذه المواصفات، ولكنها وحدها لا تعطيه معشار الأمل في الحصول على الوظيفة، فهناك خرّيجون حصلوا على شهاداتهم بالمعارف والواسطات، وحصل عليها آخرون بشهاداتٍ طبيةٍ مزوّرةٍ أو بلمس مشاعر الإنسانية في قلوب محاضريهم. ومن هنا فإن درجتك لا تكفي.
إن سألتك ما هي المتطلبات التي تراها في عروض وظائف المترجمين سيكون ردّك: "عيّنة نصٍّ مترجمٍ، أو أن يخضع المترجم لاختبارٍ تحريريٍّ في الترجمة، أو كليهما." وهذا هو عين العقل. فلا تضمن مؤسسةٌ أن تضع مصيرها العالمي وعلاقاتها مع المؤسسات المحلية والدولية بين يديّ المترجم غير الكفؤ.
فيجب عليك كمترجمٍ في الأساس أن تكون على درايةٍ قدر الإمكان بخلفية وثقافية الدول التي تستخدم اللغتين (الأم والهدف)، وهذا يتحقق بالقراءة للأدب والسياسة والثقافة والفن، ومشاهدة الأفلام الوثائقية والتمثيلية وحتى الكرتونية لأنها جميعها تحمل في طيّاتها ثقافات الشعوب بشكلٍ أو بآخرٍ. فهاتان الطريقتان البسيطتان ستسهمان في زيادة المخزون المعرفي وحتى في زيادة المفردات والمصطلحات المتخصصة. اقرأ كل يومٍ أقصر مقالٍ إخباريٍّ تراه في المواقع الكبيرة مثل الجزيرة أو البي بي سي وغيرها، وستجد خلال أقل من شهرٍ أنك صرتَ عارفًا ببعض المصطلحات الإخبارية التي لم تكن تتوقعها من قبل (والتي يصعب على مترجم جوجل أن يعطيك إياها على طبقٍ من ذهبٍ).
وعليكَ أيضًا أن تكون قادرًا على إخراج نصٍّ مترجمٍ بعيدٍ عن كلّ معاني الضعف أو الركاكة اللغوية، بحيث يُقرَأ النص المترجم دون أن يشعر القارئ بأنه يقرأ نصًّا مترجمًا. كيف؟ ببساطة بأن لا يشعر مثلًا بتقديمٍ غير منطقيٍّ للأفعال أو الصفات أو الأحوال (وهذا ما يكون سببه التمسك بالنص الأصل حتى في ترتيب الكلمات في الجمل)، وألّا يشعر باستخدام غير صحيحٍ لعلامات الترقيم (تمسكًا بالنص الأصل)، وألّا يرى إطنابًا أو إيجازًا غير صائبٍ (تزمّتًا بحرفية الأصل).
هاتان الطريقتان وحسب قد تجعلان منك مترجمًا أفضل إن كرّست دقائق معدودةٍ من يومك لهما، لدرجة أنك قد تصير قادرًا على ترجمة نصوصٍ كاملةٍ دون اللجوء لأيّ معاجم!
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي